رأيت الشهيد الحزين الذي
ينادي الشعوب أيا قاصرين
يقول إليهم:
رأيت الممات وما بعده
وكنت أفكر فيما يفكر
هذا الممات
فجئته أسعى
وأسعى لأسأل
عن اسم الممات
و اسم الحياة
واسم المعاصي
واسم الهدى
فجاوبني باعتذارٍ أكيدْ
وقال: انصرفْ
توجه قليلاً إلى المشرقين
وقل لي تعالَ:
***
أليس ابن حيفا يريد القتال؟
أليس ابن يافا يريد القتـال؟
أليس ابن عكـا يريد القتال؟
أليس ابن غزة كـان القتال؟
***
فقلتُ بلى:
لأني إذا ما كذبت عليه
سيأخذني للبعيد
فقلت كفا
وقلت اعتذاري إليك
كـــفــــا
أجـبـنـي
فقال إلية:
***
أنا الحزن مالك بعدي هوى
أنا الحزن ليس اعتذاري رضا
أنا ابن المآسي وابن الضنى
أنا القتل مالك بعدي هوى
***
فقلت انتظر:
سئلت عن اسمك ، لاعن صفاتك
يا سيدي
أجبني
أجبني قليلاً
لأعلم من في يديك
ومن في أيادي العربْ
فعاتبني بكلامٍ ثقيل
وقال انصرف:
أكررها
فمالك لا تنصرف؟
فقلت له :
أبوس الترابَ .. أبوس المقابر
ولكن أجبني عن اسمك يا سيديْ
فقال إلية :
أنا الموت إني أنا الموت فيكم
أناغي التراب لألقى يداكم
أنادي دموعاً .. أنادي سراباً
فهل من مجيب؟
فقلت إليه:
أيا من تظن بأن الهوى
نسيم الممات ونيل الضنى
أيا من زعمت بأن الردى
حياة الممات ونَيْلَ المنى
وقال إليه :
وما اسمك أنت أيا سيدي
فقلت إليه:
***
" لا اسم لي اليوم لكن
من صباح غدٍ
سأسمى الفرح "